في زمن يحاول فيه الآخر شطب روايتنا، ما أحوجنا اليوم إلى قراءة إدوارد سعيد، الصوت الفلسطيني الشجاع ومحامي دفاعنا عن الهوية والسردية.
أعمال إدوارد سعيد لم تكن مجرد نصوص أكاديمية، بل مواقف وفكر وشجاعة، تبيّن للعالم من نحن، وتعيد لنا الحق في سرد قصتنا بأنفسنا.
أبرز كتبه المترجمة إلى العربية:
* الاستشراق: يكشف عن صور الشرق المزيفة ويثبت الحق في روايتنا.
* اللاجئ الفلسطيني: يعرض القضية الفلسطينية من منظور فلسطيني صادق.
* الهوية والانتماء: يربط بين الثقافة والأدب والسياسة.
* تمثيل المثقف: يعلمنا مسؤولية المثقف في مواجهة الظلم.
* خارج المكان: سيرة فكرية تجمع بين التجربة الشخصية والوعي الثقافي.
* الاستعمار الثقافي والأدب: يوضح علاقة السلطة بالمعرفة والفكر النقدي.
رسالة للجيل الجديد
أيها الجيل الجديد، اقرأوا إدوارد سعيد، ستجدون فيه الحقائق المطموسة، والروايات المنسية، والوعي الذي يحمي هويتكم.
اقرأوه ليس ككتاب فقط، بل كدرس في الشجاعة والوعي والكرامة. تعلموا منه كيف تحمون روايتكم، وكيف تجعلون التاريخ يسمع صوتكم، وكيف تصنعون من المعرفة سلاحًا ودرعًا.
كل كتاب من كتبه هو نافذة لفهم الذات والآخر، وسلاح في مواجهة التزييف ومحاولات الطمس.
قراءة سعيد اليوم ليست رفاهية ثقافية، بل ضرورة لبناء وعي فلسطيني أصيل والحفاظ على هويتنا في زمن الصمت ومحاولات شطب روايتنا.
——————-
إلى إدوارد سعيد
شكرا
لأنك كتبتَ لتثبيت ما حاول
الآخر تمزيقه،
لتقول لنا إن الكلمات قادرة على أن تصنع أرضًا،
وتزرع هوية في قلب التاريخ،
حينما حاولوا أن يسرقوا منا الأرض،
سرقوا منا الاسم، سرقوا منا السرد…
وأنت، بالكلمة، أعدت لنا الجذور.
والاستشراق…
ليس مجرد كتاب، بل مرآة نرى فيها وجهنا،
وجه مكتوب عليه: نحن هنا،
نحن نملك الحق في أن نحكي،
نحن نملك الحق في أن نرى،
نحن نملك الحق في أن نرفض أن نكون صورةً مقلوبة.
شكراً لأنك علمتنا كيف نقف على أرضنا،
كيف نحمي هويتنا،
كيف نصنع من الفكر سيفًا ودرعًا في آن واحد،
كيف نحب الأرض، ونحب الكلمة،
ونرفض الانحناء أمام كل سلطة تصوغنا على هواها.
إدوارد، كل حرف كتبته، كل نقد ألفته،
كل رؤية فتحتها لنا،
ستظل فينا نبراسًا،
وصوتًا لا يشيخ،
وصدى لن يهدأ في وادي الذاكرة،
صوت يقول: نحن، وسنظل نحن،
بهويتنا، بأرضنا، بكلماتنا.
فخري هوّاش
البروة- جديدة المكر